الجاليات والمنظمات الإسلامية في هولندا الصدمة عندما شاهدوا فيلم قامت بتأليفه والمشاركة في تمثيله البرلمانية الهولندية صومالية الأصل "حيرزي علي"، المعروفة بـ"ارتدادها عن الإسلام وعدائها الشديد له".
وقد وجه الفيلم حسب ما ذكرت صحيفة الوطن السعودية في تقرير لها من العاصمة الهولندية امستردام الكثير من الاتهامات ضد الإسلام زاعما أنه دين قهر المرأة وإذلالها، وجاء الفيلم باسم "الخضوع" وقد اكتظ بمشاهد غير إنسانية لنساء مسلمات وقد أخفين وجوههن، زعمن تعرضهن للضرب والتعذيب على أيدي أزواجهن.
موسيقى من السياط
أما الموسيقى التصويرية للفيلم القصير الذي بثته القناة التلفزيونية الشهيرة "VPRO" فكانت عبارة عن أصوات سياط مستمرة تتخللها صرخات النساء بين حين وآخر، كما حاول الفيلم تلفيق الأكاذيب الذي بثها بتلاوة بعض الآيات القرآنية التي تحض المرأة على الطاعة لزوجها وعصمة نفسها، وإعطاء الزوج حق تأديب زوجته العاصية أو التي تشذ عن تعاليم دينها وطاعة ربها.
وقد أثار الفيلم موجة سخط واحتجاج حتى من النساء المسلمات اللاتي يقول الفيلم إنه يدافع عن حقوقهن ويحميهن من افتراس الأزواج لهن، ومن جهته أكد اتحاد المسلمين المغاربة أن الفيلم لا يستحق الرد عليه، لأن حيرزي تهدف من ورائه إلى الشهرة على حساب الإسلام.
بينما أكد "محمد سني" رئيس مؤسسة الإسلام والمواطنة أن الفيلم بعيد عن الحقيقة الإسلامية التي تحمي كرامة ووضعية المرأة، مشيرا إلى أنه من الجيد الحديث عن التجاوزات التي تسيء إلى الإسلام وتطبيق تعاليمه، ولكن لا يمكن اعتبار ذلك قاعدة، وكان يجب على الفيلم أن يكون موضوعيا لا أن يكيل هذه الاتهامات ويفجر سخط وانزعاج المسلمين، متهما حيرزي بالتسبب في أزمة ومأزق خطير داخل المجتمع الهولندي.
بحاجة لطبيب نفسي!
يذكر أن حيرزي علي التي تنتمي لحزب الشعب الديمقراطي الحر فجرت حملة عدائية ضد الإسلام منذ العام المنصرم عندما خاضت في السيرة النبوية، ووصفت الرسول "بالطاغية" والدين الإسلامي بأنه دين رجعى لا يصلح لهذا العصر، وقد أعلن رئيس مجلس المساجد الهولندية "كارجول"، وقتها بأن المجتمع الإسلامي في هولندا سيتخذ موقفا جماعيا من الحزب الذي تنتمي إليه النائبة، فهي من المفترض أنها تمثل الشعب الهولندي، لكنها مع هذا التصرف لا تمثل إلا نفسها فقط ويجب عرضها على طبيب نفسي لتحديد مدى قدراتها الذهنية.
كما أكد المجلس الإسلامي الهولندي حينها أن النائبة تبذر الشقاق في المجتمع الهولندي وتنشر بذور الفتنة والإرهاب والتطرف، وعلى الحزب معاقبتها وفصلها وطردها من البرلمان.
و كذلك أعربت كافة التنظيمات والمؤسسات التابعة للجاليات الإسلامية في هولندا آنذاك عن غضبها من تصريحات النائبة، وأكدت على ضرورة تقديمها للمحاكمة بتهمة ازدراء الأديان والسب العلني لرمز الإسلام النبي محمد، وقد حاول أحد الهولنديين قتلها قبل 4 أشهر في أحد المطاعم، لأنها في نظره تفسد العلاقات في المجتمع الهولندي.